الأربعاء، 6 مارس 2013

المكالمه الغامضه 4 - 6


وعندما قرأت كلمات نور هذه كانت هى المرة الأولى التى أعلم فيها بأن نور تحبنى



وإلى هذه الدرجة الرائعة من الحب ..



لذلك فقد كان حبها لى بمثابة الصدمة فكيف لم أشعر بهذا الحب من قبل..؟

وكيف لم ألاحظه عليها ..؟

ولماذا لم تخبرنى ..؟





أم هذا هو الحب الصادق دائماً لا نعلم بوجوده فى حياتنا إلا بعدما يفوت الأوان

فها أنا ذا لم أعرف أن نور كانت تحبنى كل هذا الحب إلا من خلال قرائتى لمذكراتها بعد وفاتها …!!!







وعندها توجهت لأستكمال بقية هذا الكتيب الصغير الذى يحوى من الألم والمشاعر الرقيقة الكثيرفوجدتها تردف قائلة : ـ





"" كنت أظن أن بعد كل هذا الأهتمام بأن معاناتى قد أقتربت من نهايتها وإننى سأبدأ رحلة جديدة مليئة بالمرح والحب والحياة

ولكن حدث ما لم أتوقعه ….



فبعد أن بدأت حالتى فى الأستقرار وبدأ حبى فى النهوض من مرقده ليعاود الحياة وجدت من أحببته يدخل حجرتى بالمستشفى ذات يوم ولكن ليس وحده بل هناك من تتعلق بذراعه



إنها فتاه جميلة يافعة ..



وشعرت لمجرد رؤيته معها كمن طعننى فى مقتل

وظللت مصدومة هكذا حتى قدمها إلى على إنها خطيبته …



نعم خطيبة المستقبل قد أتى بها إلى ليعرفنى عليها بل وليأخذ رأيى أيضا ً فى إن كانت تناسبه إم لا



وحينها أخذت أضحك وأضحك وأضحك حتى بكيت من كثرة الضحكات



لأنها ضحكات ساخرة من أحلامى التى شيعت اليوم جنازاتها فقد حددوا موعد الخطبة إنه الخميس المقبل .. فيا له من يوم بائس ..!!!





كم أتمنى أن أموت قبل أن يأتى هذا الخميس الذى سأراها فيه معلقة بين ذراعيه ترتدى فستان الخطبة

ترقص معه رقصات الفرح ….





وحينها ظنوا أن هناك نوبة ألم تجتاح كيانى من كثرة البكاء الذى أختلط بالإبتسام فأستدعوا الأطباء الذين شحنونى بالمسكنات والمهدآت لأنام وأنا كلى أمل بأن لا أستيقظ







ولكننى للأسف إستيقظت فى صباح اليوم التالى

وعندما فتحت عيونى وجدته أمامى قد جاء لزيارتى



وتنهدت أكنت أحلم أمس بأمر خطبته لإمرأةٍ أخرى أم إنها حقيقة ..

فهو الآن أمامى وحده



لكننى فوجئت للمرة الثانية أن ما حدث أمس كان حقيقة ..

فقد جاء ليسألنى اليوم عن رأيى فى عروسته الجميلة..!!



فلم أستطع سوى أن أقول :-



(( حقا ً إنها جميلة .. جميلة للدرجة التى أستولت بها على عقلك وقلبك معا ))





قلت هذا وأنا أضحك وأبتسم لأخفى دمعاتى خشية أن تسقط دون إرادتى فدائماً ما تحكمت بهم فى أوقات المرض والألم فكيف لا أستطيع التحكم بهم الآن فى الغضب …





وبعد أن رحل فى هذا اليوم من المستشفى بعدما قطع لى عهدا ً بأن يأتى ليرانى غدا ًوجدت نفسى أفكر ماذا أفعل هنا فى هذا المكان الملئ بالأمراض …؟



أمنتظرة أجلا ً يحملنى لدار أخرى .. ؟



وإذا كان الوضع هكذا فمن الأفضل لى أن أموت هناك فى بيتى وسط ذكرياتى بحجرتى طالما الموت سيكون آخر أختياراتى



نعم فبعد رحيله الأبدى عنى ليس هناك أختيار آخر سوى الأستسلام للألم والموت آملاً فى أن أجد فيه الراحة التى أرجوها



وحينها أخذت أضع أشيائى داخل حقائبى بعد أن قررت مغادرة هذا المكان الكئيب نهائيا ً



فأنا لم أتحمل وجودى هناك طوال الفترة الفائتة إلا من أجله ..

لكن الآن ليس هناك داعى لذلك وبالفعل تركت المستشفى وعدت إلى منزلى وذلك لسبب واحد ..





(( إننى طالما لم أستطيع أن أختار الحياة التى أريد أن أحياها.. فعلى الأقل أستطيع أن أختار الموت بالطريقة التى أفضلها))


بعد قرائتى لكلمات نور هذه أنهمرت دموعى على جبينى فى سيل لا ينقطع


فما تلك المشاعر الفياضة التى إمتلئت بها هذه الفتاة



إن هذا ليس الحب العادى ..

إنما هو حب مميت كما يقولون

هل أحبتنى إلى هذه الدرجة ..؟







فما الذى أقرأه الآن ..؟



أأنا السبب فى موتها ..؟



بل أنا من قام بقتلها ..؟







نعم لقد قتلتها آلاف المرات .. قتلتها حين دخلت عليها ومعى إمرأة ً أخرى أعتقد أنها من أفضل النساء





قتلتها حين تركت لها حرية الأختيار فى أن تترك المستشفى



وها أنا ذا أقتل نفسى بنفس الخنجر الذى طعنتها به ..





بنفس المرأة الخائنة التى دخلت حياتنا لتدمرها نهائيا ً ثم تخرج منها إلى الأبد





والآن فقط علمت أننى دفعت ثمن إختيارى لتلك المرأة الخائنة أكثر مما أتوقع

و وجدت نفسى أنغمس أكثر وأكثر فى قراءة مذكراتها لأعرف بقية خباياها



حتى وإن كان ما سأعرفه سيؤلمنى أكثر وأكثر



فقرأت كلماتها بعد ذلك وهى تروى ما حدث بعد أن تركت المستشفى قائلة : ـ





"" بعد أن خرجت من المستشفى وعدت لمنزلى كنت أتوقع ثورة أمى على

لكنها قابلت كل ذلك بصمت رهيب فلم تلومنى حتى ..



أقصد لم تتحدث معى على الإطلاق





وبعد دقائق سمعت صوته فى الخارج ..



إنــــــــــــــــــــــــه هو ..



صوته يعلو تدريجيا ً



لابد إنه علم بإننى تركت المستشفى حتماً



لم يمضى كثيرا حتى وجدته يطرق باب حجرتى ..





فأذنت له بالدخول وتظاهرت بإنشغالى فى ترتيب مقتنياتى بالحجرة



فصرخ فى وجهى : ـ





"" أنظرى إلى .. لما تتصرفين هذه التصرفات البلهاء ..لماذا تركتى المستشفى …؟

إنكِ لستى طفلة .. إنكِ فتاه راشدة .. ما الهدف مما تفعلين ..؟""





وأنتظرت حتى أنهى كلماته ثم وجدت نفسي أتحدث بصوت يختلط به البكاء قائلة : ـ





"" من أعطاك الحق لتتحدث إلى هكذا وتتدخل فى صميم حياتى ..؟

فأنت لا تعلم شيئاً عن حجم الألم الذى أتعرض له يوميا ً ..

ولن تتخيل يوما ً ما الذى أعانيه



هل تعرف ماذا سيحدث لي بعد فترة من تناولى هذا الدواء اللعين ..؟

هل ترى هذا الوجه؟



.. سيشوبه الشحوب ..

هل ترى ضفائرى هذه ؟



.. ستختفى كإمرأة تعدت التسعين عاما ً



إذا كنت ستستطيع أن ترانى هكذا .. فأنا لن أستطيع





أعلم إننى قد أموت بين الحين والآخر ..



ولكننى سأموت كما أنا اليوم

وعندما تتذكرنى ستتذكر ذلك الوجه الجميل ..!!





سأموت هنا فى حجرتى بين مقتنياتى وذكرياتى .. وهذا كل ما أردته ""





ووجدته يرد علي قائلا ً : ـ





"" إننى فعلا ً لا أعلم شيئا ً عن معاناتك ""





فقلت له : ـ



"" إذن طالما لا تعلم شيئا ً عن أمر ٍ ما .. فلا تتحدث عنه.. الصمت أفضل لك ""





فكانت تلك الكلمات نهاية للحديث بيننا حيث خرج من حجرتى غاضبا ً متوترا ً مغادراً للمنزل كله





ولم آراه بعد ذلك لمدة خمسة أيام ..



كنت أشعر خلالها بالتأرجح بين الحياة والموت



ولكن اليوم الخامس ..





إنه يوم الخميس ..





يوم خطبته المعهود





فشعرت يومها بالأختناق



وسألت نفسى .. إن خطبته اليوم.. ما الذى سأفعله ؟



هل سأحضر تلك الخطبة ..؟



ولكن هل لدى إختيار آخر ..؟



فالان ما على سوى أن أعد نفسي لأذهب لحفلة الخطبة ..



وأحاول بقدر الإمكان أن أبدو فى هذا اليوم جميلة



وأخذت أجر قدماى التى عجزت يومها عن المشى



وعندما وصلت إليهم وجدت بالحفلة حشود من الجماهير التى حضرت من معارف العروسين



فأخذت أتجول بينهم أنظر إليهم لأصرف إنتباهى عنه..





لكن عينى كانت مركزة عليه وعلى تلك الفتاة التى أختارها





وجدته يحتوى عينيها بعينيه ..



وجدت ضحكاتهم تتراقص على شفتيهم ..





فقد حان الوقت ليهدى العريس الخاتم لعروسته ..



فها هو يتقدم إليها بإبتسامة عريضة على شفتيه



يقبل يدها ويضع خاتم الخطبة فى إصبعها فيحتوى يديها بين يديه ..



يتقدمون معاً إلى المسرح لتبدأ رقصة الزفاف





فلم أستطع أن أتحمل ..



فقد تهشمت إرادتى حينها ..



وتزاحمت داخل مخيلتى هذه المشاهد



فأخذت



أسقط



وأسقط



وأسقط



فاقدة ً للحب أولا ً.. ثم فاقدة ً للوعى مغشيا ً على "





إنتظرونا وللحديث بقيه إن شاء الله تعالى

السبت، 2 مارس 2013

المكالمه الغامضه 3 - 6


وبعد أن كنت أناشد النوم ليأتينى .. أصبحت أتمنى بعد أن وجدت هذا الكتيب أن ينسانى النوم لأستطيع قراءة تلك الصفحات



وأخذت أُلقى نظرة سريعة على شكل هذا الكتاب ومحتواه وأتأمل خط يديها الذى غزل تلك الكلمات



وأتخيل حالها عندما كانت تكتب هذه الكلمات



وأتلهف بدأ قرائته



وبالفعل فتحت أولى صفحاته وأخذت أتصفح كلماتها



فوجدت فيها سرد لبعض ذكريات الطفولة التى عشناها معا ً فلم تنسى موقفا ً واحدا ً من مواقفنا سويا ً



وكأن تلك المذكرات قد كُتبت خصيصا ً لنا



فلم تنسى ذكر الأيام التى كنا نلعب ونلهو ونتسابق فيها فى تلك الحديقة أمام المنزل القديم



ولم تغفل تلك الأيام التى كنا نجلس فيها سويا ً فى النافذة نترقب شكل سيول الأمطار وهى تهطل وتتوزع فوق جبيننا فيتمنى كلا ً مننا أُمنيته آملاً فى أن تتحقق





يا لها من أيام رائعة لن تعود أبدا



ًثم وجدتها تنتقل لتصف اليوم الذى خرجت فيه من منزلهم لأنتقل لمنزل آخر



فتشبه هذا اليوم بيوم مظلم كئيب شَعرت فيه بأن ذكرياتها تدفن مع كل خطوة أخطوها خارج هذا المنزل



كما إنها عبرت عن شعورها بالخوف من أن أنساها بعد مغادرتى وأن يكون هذا اليوم بداية نهاية علاقتنا معا ً



وهنا أخذت أتأمل تلك الكلمات متعجبا ً !!!!!!!!!



ما هذا الصدق الذى يغلف تلك الكلمات فقد عبرت عن مشاعر كان من الممكن أن تبوح بها لى لكنها فضلت أن ترسمها على الأوراق لتصبح كلمات بدلا ً من أن تخبرنى بها ..



فيا لها من فتاة …!!!



فكيف كانت تعيش بيننا هكذا فى عالم كله جرأة وخيانة وجنون



ثم عدت لأستكمل بقية مذكراتها فوجدتها تقول : ـ



"" أن شكها كان بمحله فقد أخذت أبعد عنها تدريجيا ً ولم تعد علاقتنا كما كانت فى سابق عهدها""



ووجدتها تشتكى بمرارة للصفحات .. للكلمات عن زياراتى التى بدأت تقل تدريجيا ً وتعبر عن خوفها وقلقها من أن يأتى اليوم الذى تندثر فيه هذه الزيارات كم أندثرت الأيام الخوالى والذكريات



ثم تصف كيف بدت حالتها بعدما غلف معظم أيامها جفائى .. فتصف أن نومها بدأ يقل وأصيبت بالأرق حتى أصبحت لاتنام ليلا ً أو نهارا ً وأن وجهها بدأ يذبل من كثرة التفكير والخوف مما يخبأه لها المستقبل



وتردف قائلة : ـ


""كم كنت أتمنى أن أشتكى له .. أن أحدثه .. أن أعبر له عن قسوة أيامى بدونه ..

فكيف ينسي أيام الطفولة والشباب

وكأنها لم تكن ذكرياتنا معا ً وكأننا غريبين لم يعرف أبدا ً كلا ً مننا الآخر

أهكذا ستنقطع بيننا الصلة نهائيا ً ""



ثم وجدتها بعد ذلك تتحدث عن بدأ سوء حالتها الصحية



وتشكو من كثرة حالات الأغماء التى تسيطر عليها فى المنزل والعمل



ثم تصف يوما ً أعرفه جيدا ً ……….



فقد كنت قد ذهبت لأتناول معهم الغداء بعد تغيب أكثر من شهر



فأنا أذكرها فى هذا اليوم جيدا ً فقد بدت شاحبة اللون ذابلة وأثناء تحضيرها للطعام وأعداد وجبة الغداء سقطت مغشيا ً عليها



ولم تسترد وعيها إلا بعد أن هَلعتُ وطَلبت لها سيارة الإسعاف وبالفعل تم نقلها للمستشفى وقاموا بإجراء كافة الفحوص الطبية لها



وكنت أظن أن كل ما أصابها هو عبارة عن مجرد إرهاق من كثرة إنغماسها فى العمل فقد إشتكت لى والدتها من هذا مرارا ً وتكرارا



لكننى فوجئت بالطبيب يستدعينى ويخيب ظنونى وآمالى بعد أن يقول لى إنها تعانى من مرض لعين وإنها على وشك الدخول فى المراحل الأخيرة إن لم تسارع بالعلاج إنه (( سرطان بالدم ))





نعم انه هذا المرض الخبيث



ولم نستطع أحتمال الصدمة أنا ووالدتها



لكنها كان لها من الذكاء ما يجعلها تعلم ذلك من نظرات أعيننا



فعلمت بمرضها اللعين وحينها قابلت ذلك بإبتسامة لم أنساها حتى اليوم





إنها أجمل إبتسامة رأيتها على وجهها يوما ً من الأيام



إنها إبتسامة رضا بقضاء الله وقدره



وكأننا نزف إليها خبر سار

وكأنها خشيت أن تسقط دموعها أمامنا فتعذبنا بها



وأرادت أن تخفف علينا مصيبتنا فيها

ولكن من يخفف عليها مصيبتها فى نفسها



فيا لها من إنسانة جميلة …!!!



علمتنى كيف أواجه مصائبى بالإبتسام …


بعد أن قرأت هذا الجزء من مذكرات نور أخذت أفكر هل سأستطيع أنا الآخر أن اواجه محنتى التى تعرضت لها اليوم بالإبتسام كما فعلت نور سابقا ً





ولكن هل هناك محنة أكبر من أن تعلم بأنك ستغادر الحياة بعد أيام أو شهور

فيا لها من فتاة عنيدة ..!!



كيف أستطاعت أن تفعل هذا بكل قوة …؟



ثم أخذت أقرأ تفاصيل هذا اليوم ولكن ليس كما أتذكره بينما كما تتذكره هى

من واقع مذكراتها التى لم يطلع عليها أحد





وأخذت أتأمل معاناتها فى صمت والتى لم نشعر بها جميعنا على الرغم من بقائنا بجانبها طوال الوقت …





فقد تحدثت عن هذا الجزء قائلة : ـ



"" فى هذا اليوم فقط بدأت بكتابة مذكراتى لشعورى بأن أجلى قد أقترب وإننى ربما سأصبح على فراش الموت بعد شهور""





ثم أكملت قائلة : ـ





"" لقد كنت أحاول جاهدة أن أُخبئ معاناتى عن أقرب الناس إلى حتى لا أعذبهم

أو أحملهم أكثر مما يحتملوا لذلك لم أجد طريقة تخفف عنى آلامى وتحتوى صراخى فى صمت سوى كتابتها على الصفحات كوسيلة لتخفيف الضغط على ""







ثم أخذت توصف حالتها تفصيليا ً عندما ينتابها نوبات الألم فتقول : ـ









"" كنت عندما أشعر بالمزيد من الآلام التى تفوق إحتمالى وطاقتى كنت أتعلل لأمى بإننى فى حاجة إلى النوم والراحة

ولكننى بالفعل لا أرى تلك الراحة سوى فى أحلامى فقط

فقد كنت أدخل حجرتى وأمكث فيها لأتألم وحدى وذلك بعد أن أطفئ أنوار الحجرة

حتى تتأكد أمى بأننى إمتثلت بالفعل إلى النوم

وحينها لا يبقى لى سوى الألم والظلام

وعلى الرغم من كل هذا فإننى لم أخبر مخلوقا ً بما كنت أعانيه … ""









وبعد أن أستمعت لكلمات نور هذه تذكرت تلك الأيام وكيف مرت علينا أنا ووالدتها حيث أخذت أزيد من معدل زياراتى لهم حتى أصبحت أزورهم يوميا ً



وفى إحدى المرات أشتكت لى والدة نور من أن نور لا تريد الذهاب إلى المستشفى وبدء العلاج

وعهدت إلى بمهمة إقناعها





وبالفعل كان أول شئ فعلته عندما سنحت لى الفرصة للتحدث مع نور هو أن أقنعها بالذهاب إلى المستشفى بل وأترجاها لكى تفعل ذلك حيث قلت لها : ـ





"" لأجلى ولأجل والدتك يجب أن تحاولى يجب أن تصمدى فكيف لكى أن ترفضين أول ما أطلبه منك ِ ""





وحينها وجدتها توافق على العلاج بحماس لم أعهده عليها من قبل بل وتحسنت حالتها النفسية وبدأت بالفعل فى تلقى العلاج وكنت طوال هذه المدة أذهب إليها فى المستشفى يوميا ً لأطمئن عليها

وكانت فى غاية السعادة لذلك







وعندما أفقت من شرودى هذا أخذت أقرأ تفاصيل تلك الفترة على لسان نور من خلال كلماتها فوجدتها تقول : ـ





"" كنت فى البداية لا أجد بداً من أن أتلقى العلاج

فلا أجد فى حياتى ما يستدعى أن أعيش من أجله

حتى أمى فقد أقترب أجلها لذلك كنت أريد أن أُعجل أنا الأخرى بإنهاء حياتى

فليس هناك من سيبكينى كثيراً

لكننى وفى لحظات وجدت نفسي أغير ذلك القدر الذى رسمته لنفسى …







فقد وجدت من كنت أحلم بلقائه وقد جاء ليرانى إنه يأتينى كل يوم بل وقد أخذ يترجانى لكى أبدأ بالعلاج وحينها شعرت برغبة فى التمسك بالحياة



ولم أستطع حينها أن أخبئ مشاعرى فقد شعرت بموجة حب عارمة تجتاح كيانى

فلم أستطيع أن أحرم نفسي من متعة الحياة





فقد كنت على إستعداد لفعل أى شئ من أجل أن أستمع إلى كلمة حب واحدة تخرج من بين شفتيه



وشعرت بأن هذا اليوم الذى سيصارحنى فيه بحبه قد أقترب

وحينها تمنيت لو كنت مرضت منذ سنين لأحظى بهذا الاهتمام منه



وأرى فى عينيه تلك الدموع التى تترجانى للتمسك بالحياة نعم فأنا أحبه ..



أحبه أكثر من ذاتى ..



وحبه هو فقط من يستطيع أن يمدنى بالحياة



و رأيت حالتى النفسية تتحسن بذهول بل والأكثر من ذلك فقد ذهبت إلى المستشفى وبدأت فى تلقى العلاج وقام الأطباء بتبشيرى بأن حالتى من السهل السيطرة عليها وإننى لو أستمررت بهذا الحماس ستستقر حالتى وسأكون عما قريب متماثلة للشفاء





وحينها شعرت بتأثير الحب على …

فهذا هو ما يفعله بنا الحب دائما ً ..

إما تحقيق المعجزات ..

أو السقوط إلى الهاوية ""

وللحديث بقيه إن شاء الله تعالى